قال إبراهيم الدراوي الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني أن قمة الدوحة التي عقدت اليوم تهدف إلى استطلاع رأي الجانب الإسرائيلي حول العقبات التي وضعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تبدو وكأنها تهدف لإفشال صفقة التهدئة المقترحة.
وفقاً للدراوي، فإن أبرز تلك العقبات تتجسد في إصرار نتنياهو على إبقاء سيطرة إسرائيل على محوري فيلادلفيا ونتساريم، ورفضه القاطع لعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال.
هذه الشروط، التي يعتبرها نتنياهو ضرورية لاستقرار المنطقة، تعكس رغبته في منع عودة حركة حماس إلى الواجهة السياسية.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، الحكومة الإسرائيلية أرسلت وفدًا رفيع المستوى يضم رئيس الموساد ورئيس الشاباك ومسؤول ملف الأسرى في وزارة الدفاع، وهو ما وصفه الدراوي بمحاولة إسرائيلية لتعطيل أي اتفاق قد يؤدي إلى تهدئة.
يعتقد البعض أن نتنياهو يراهن على توسيع الصراع في الشرق الأوسط لتعزيز فرص بقائه في السلطة، خصوصاً في ظل تزايد الضغوط الداخلية التي قد تؤدي إلى انتخابات كنيست مبكرة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع حماس.
في الوقت نفسه، يبدو أن الجانب الأمريكي يسعى لتقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خوفًا من رد فعل إيراني محتمل في حال تم التوصل إلى تهدئة، كما أن هذه المخاوف الأمريكية تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المفاوضات الجارية.
على الجانب الفلسطيني، أعلنت حركة حماس أنها لن تشارك في لقاءات الدوحة، مفضلة انتظار رد الوسطاء على مطالب إسرائيل.
وفي حال تراجع نتنياهو عن بعض شروطه، قد تفتح حماس الباب للتوقيع على الاتفاق، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة العلاقات في المنطقة.
وعن موقف القاهرة، أكد الدراوي أن مصر وضعت خطوطًا حمراء فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح، مشددة على رفضها لأي تغيير في الوضع القائم.
هذا الموقف المصري يعكس تحالفاً غير معلن مع حماس فيما يتعلق بهذه القضايا الحساسة، حيث تشير التقارير إلى وجود اتصالات مكثفة بين القاهرة وقيادة الحركة الجديدة للتوصل إلى تفاهمات تضمن مصالح الطرفين.
مع تزايد الضغوط الدولية والمحلية، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح قمة الدوحة في تجاوز عقبات نتنياهو وتقديم حلول دائمة، أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد جديد يغير المعادلات القائمة؟